يشير نمط الحياة العصري إلى تغيّر جذري في طبيعة العمل من الأنشطة البدنية إلى الجلوس الطويل، وهذا يعني بالتأكيد التأثير بشكل خاص على الوزن، بحيث يزداد الوزن مع ساعات الجلوس الطويلة أمام شاشات العمل، وفي هذا الصدد؛ يحدث دايموندلاب في مقاله التالي عن العلاقة بين العمل المكتبي وزيادة الوزن بشكل تفصيلي، من حيث الأسباب والاستراتيجيات التي من شأنها علاج هذه الظاهرة.
العمل المكتبي وزيادة الوزن
الأبحاث العلمية باتت تؤكد أن الجلوس لأكثر من 8 ساعات يوميًا من دون أي حركة يزيد من احتمالات الوفاة بمعدلات مماثلة للإصابة بالسمنة أو التدخين، لكن ممارسة نشاط بدني معتدل لمدة 60–75 دقيقة يوميًا تعادل تلك المخاطر. بيّن تحليل لملايين الأشخاص أن تقليل فترات الجلوس وتعويضها بحركة منتظمة يحسّن باستمرار الصحة العامة .
يؤدي نمط الحياة المستقر إلى ضعف عملية الأيض، وتقليل فعالية هرمونات مثل اللبتين والأنسولين، مما يساهم في زيادة الشهية وتخزين الدهون حتى في حال الالتزام بالنظام الغذائي .
الأسباب البيولوجية وراء تراكم الوزن
- انخفاض استهلاك السعرات الحرارية: الجلوس يقلل نشاط العضلات وبالتالي يحرق الجسم سعرات أقل مقارنة بالوقوف أو الحركة الخفيفة .
- انخفاض NEAT: النشاط اللاهيتاكلي، مثل المشي داخل المكتب أو حتى تحريك الأقدام، يمثل نسبة كبيرة من استهلاك الطاقة اليومي. ويُلاحظ أن الأشخاص المستقرين يفقدون هذا الحرق الحراري العفوي .
- تراجع التمثيل الغذائي والهرمونات: ضعف إنزيمات حرق الدهون وخلل الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الشهية يعززان عملية التخزين الدهني .
العوامل المهنية التي تُسهم في زيادة الوزن
تطرح الدراسات أن تقسيم العمل المكتبي إلى:
- الموظفات في مناصب مكتبية (كالمنسقات أو السكرتيرات) ارتفع متوسط ساعات الجلوس عندهن إلى أكثر من 8 ساعات يوميًا، مع زيادة ملحوظة في الوزن الزائد خلال فترة قصيرة.
- التوتر المهني يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، ما يسهم في تخزين الدهون حول الخصر، حتى عند تناول السعرات الحرارية بمعدلات معتدلة.
الاستراتيجيات الفعالة لتجنب نتائج الجلوس لأوقات طويلة
فيما يلي خطوات عملية يمكن دمجها بسلاسة في بيئة العمل المكتبي:
- مكاتب قابلة للتعديل (sitting–standing): تمكّن من التبديل بين الجلوس والوقوف، وتحفّز حرق سعرات إضافية يوميًا .
- حفز النشاط الخفي NEAT: ببدائل بسيطة مثل الوقوف أثناء المكالمات، استخدام الدرج، الحركة في المكتب، وتحديد تنبيه كل 30–60 دقيقة: “صحيح أن الوقوف يحرق 0.15 سعر/دقيقة إضافية فقط، لكن تراكم تلك الدقائق يوازي فقدان 5٫5–22 رطل سنويًا” .
- المشي والتنقل أثناء العمل: دراسة شملت 23 تجربة عشوائية أظهرت أن مكاتب المشي والمشي أثناء الاجتماعات تقلل وقت الجلوس وتحدّ من تراكم الدهون.
- الاجتماعات بالحركة: استُحدثت اجتماعات المشي لتقليل الجلوس الطويل وزيادة الحرق الحراري أثناء العمل .
- تمارين تمتدّ قصيرة: يوصى بتمارين الإطالة الداخلية مثل “تمارين إطالة المؤخرة” لتقليل التوتر العضلي، وتحفيز النشاط الأساسي للجسم .
الأثر الإيجابي للنشاط المنتظم خارج العمل
حتى مع تغييرات بيئة العمل، يبقى التوازن ممكنًا باستثمار النشاط خارج أوقات الدوام:
- توصي المؤسسات الصحية بممارسة 150 دقيقة أسبوعياً من تمارين الأيروبيك المعتدلة (مشي سريع، ركوب دراجة) لضبط مؤشر الوزن، ضغط الدم، وضبط سكر الدم. وهي تماثل مخاطر الجلوس الطويل .
يُعد العمل المكتبي بيئة محفزة لزيادة الوزن، لكن التغييرات البسيطة—مثل التبديل بين الجلوس والوقوف، تحريك الجسم بطريقة خفية أو مقصودة، واعتماد نشاط بدني منتظم—تمثل مفاتيح فعالة للحفاظ على وزن صحي والحد من المخاطر المرتبطة بالجلوس المطول في أماكن العمل.
كلمة أخيرة من دايموندلاب
مجموعة مختبرات الماسية الطبية (دايموندلاب) تتمنى السلامة للجميع، وتدعوكم إلى إجراء فحوصات دم شاملة في إحدى مختبراتها الطبية وأفرعها الواقعة في:
- جبل الحسين- مقابل مستشفى الأمل 0775515559
- مخيم شلنر- مجمع الحرية 0777077731
- الرمثا- بجانب مخابز جوهرة حلب 0778877009
- ش. السعادة- الزرقاء 0777077752
- الزرقاء- الاتوستراد 0777077735
- ش.المدينة المنورة- مجمع عيادات نور 0777077742
- ياجوز- الجبل الشمالي 0777077732
